منوع

الشباب السوري والعمل: كيفية الموازنة بين الدراسة والعمل لدى الشباب السوري

كثيراً ما نسمع تساؤل حول كيفية الموازنة بين الدراسة والعمل لدى الشباب السوري في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الراهنة في سوريا..

ففي وقت لم يعد التعليم وحده كافياً للحصول على لقمة العيش والتأمين مستلزمات الحياة الأساسية.

يجد الكثيرون أنفسهم أمام واقع يفرض عليهم الجمع بين مساعيهم الأكاديمية ومتطلبات كسب الرزق.

فقد أصبحت اليوم هذه الظاهرة واقعاً يومياً لمئات الآلاف من الشباب السوري، الذين يظهرون مرونة وإصراراً لافتين في مواجهة التحديات.

لنتعرف معاً أبرز أنواع الأعمال التي يقوم بها الشباب السوري إلى جانب دراستهم، وكيف ينجحون في الموازنة بين هذين المسارين الحيويين.

أهمية الموازنة بين الدراسة والعمل لدى الشباب السوري

العمل أثناء الدراسة في سوريا ليس مجرد وسيلة لتحقيق الاستقلال المادي أو اكتساب الخبرة.

بل هو في كثير من الأحيان ضرورة قصوى للبقاء.

وتشمل الدوافع الرئيسية:

  • الدعم المالي للأسرة في ظل ارتفاع الأسعار وتدهور القوة الشرائية.
  • إضافةً إلى تغطيةنفقاتالدراسة من رسوم الجامعات، الكتب، المواصلات، والمستلزمات الدراسية.
  • وتأمين الاحتياجات الشخصية: من الطعام والشراب إلى الملابس والمواصلات.
  • وكذلك اكتساب الخبرة العملية:فبعض الشباب يسعون للعمل لاكتساب مهارات وخبرات تفيدهم بعد التخرج.
الموازنة بين الدراسة والعمل لدى الشباب السوري
الموازنة بين الدراسة والعمل لدى الشباب السوري

أبرز أنواع الأعمال التي يمارسها الشباب السوري

 

تتنوع الأعمال بشكل يناسب القدرة على الموازنة بين الدراسة والعمل لدى الشباب السوري، ويعتمد الكثير منها على المرونة في ساعات العمل ومنها:

  • الأعمال الخدمية واليدوية:
  1.    كالمطاعم والمقاهي: فهذه الوظائف غالباً ما توفر ساعات عمل مرنة (مسائية أو عطلات نهاية الأسبوع).
  2.     أو محلات البيع بالتجزئة: العمل في محلات الألبسة، البقالة، أو الإلكترونيات.
  3.     وورشات الصيانة والحرف اليدوية: العمل في ورشات تصليح السيارات، الأجهزة الإلكترونية، أو في مهن مثل النجارة والحدادة، خاصة للشباب ذوي الميول التقنية.
  4.     وكذلك خدمات التوصيل: فمع تزايد الاعتماد على تطبيقات التوصيل، أصبح العمل كسائق توصيل (دراجة نارية أو سيارة) خياراً شائعاً.

 

  • العمل الحر (Freelancing) والعمل عن بعد (Remote Work):

إن هذا المجال يشهد نمواً كبيراً، خاصة مع انتشار الإنترنت.

إذ يتيح للشباب العمل من المنزل أو من أي مكان، مما يوفر مرونة كبيرة تتناسب مع جداول الدراسة ومنها:

  1.     البرمجة وتطوير الويب/التطبيقات: وهي من أكثر المجالات طلباً، ويمكن تعلمها عبر الإنترنت.
  2.     وكذلك التصميم الجرافيكي وتحرير الفيديو:مهارات مطلوبة في التسويق والإعلام.
  3.     أو التسويق الرقمي وإدارة صفحات التواصل الاجتماعي: للشركات المحلية أو حتى الدولية.
  4. والترجمة وكتابة المحتوى: للطلاب ذوي المهارات اللغوية الجيدة.
  5.     والتدريس الخصوصي عبر الإنترنت: في مختلف المواد الدراسية.
  •  الأعمال الموسمية والجزئية:
  1.       أي العمل في مواسم معينة (مثل مواسم الحصاد الزراعي في الأرياف، أو مواسم الأعياد في المدن).
  2.   أو العمل في الفعاليات والمناسبات كمنظمين أو مساعدين.
  • المشاريع الصغيرة وريادة الأعمال:

بعض الشباب يبدأون مشاريعهم الصغيرة الخاصة التي لا تتطلب رأسمال كبيراً، مثل بيع المنتجات المصنوعة يدوياً، أو تقديم خدمات بسيطة من المنزل.

تعرف أكثر حول الحرف اليدوية التقليدية السورية من هناهنا.

 تحديات الموازنة بين الدراسة والعمل لدى الشباب السوري

إن الموازنة بين الدراسة والعمل ليس سهلاً، ويواجه الشباب السوري تحديات إضافية:

  1. الإرهاق الجسدي والنفسي: نتيجة ساعات العمل الطويلة بالإضافة إلى الدراسة تسبب إجهاداً كبيراً.
  2. وبالتالي يؤدي ذلك إلى التأثير على الأداء الأكاديمي.
  3. إضافةً إلى ضيق الوقت: صعوبة في تخصيص وقت للراحة، الأنشطة الاجتماعية، أو الهوايات.
  4. وقلة فرص العمل المناسبة: قد لا تتناسب الوظائف المتاحة مع التخصص الدراسي أو الطموحات المستقبلية.
  5. والظروف الأمنية والاقتصادية المتقلبة: والتي تزيد من حالة عدم اليقين وتؤثر على استقرار العمل.

الخاتمة

وبذلك نرى أن مسار التعليم الأكاديمي لم يعد مساراً منفرداً للعديد من الشباب، فبين طموحهم في بناء مستقبل أفضل عبر العلم، وضرورة تأمين لقمة العيش ودعم أسرهم، يجد آلاف الشباب السوري أنفسهم أمام تحدٍ يومي يتمثل في الموازنة بين الدراسة و العمل، لتبقى قصتهم قصة طموح وإصرار وصمود.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى