تعليم

ما هي فلسفة الظواهر؟

فلسفة الظواهر

فلسفة الظواهر، الفينومينولوجيا، رأى هوسرل، أنه لا يمكن تطبيق منهج العلوم الطبيعية على الإنسان

لأن الإنسان ليس مادة جامدة بل يمتلك الحياة والوعي والمشاعر،

وفي الوقت ذاته لا يمكن تطبيق منهج الرياضيات على الإنسان

لأنه ليس بنية مجردة موجودة فقط في الذهن ولأن حالاته الشعورية ليست كميات تقاس بالرياضيات.

وبالتالي يجب إيجاد منهج جديد ليس تجريبياً يستند على قوانين ولا استنباطياً يستند إلى مقدمات أو مسلمات أولية.

يعد هوسرل أول من بلور مصطلح الفينومينولوجيا بوصفه منهجاً جديداً يضع الأسس والقواعد

التي تتأسس عليها كل معرفة يقينية

وهو تعبير عن الطريقة التي يتعامل بها الإنسان في حياته أي هو موقف من الحياة.

وهنا لابد من التوضيح إلى أن المقصود بالظاهرة ليس الظاهرة الطبيعية بمعناها المألوف

(أي ليس الظواهر كما هي موجودة في العالم الخارجي)

وإنما الظواهر كما تظهر في الشعور

(أي كما أعاينها في خبرتي الشخصية)

(فمثلاً لو تحدثت عن شجرة، أقصد كيـف تظهر الشجرة في خبرتي كما أشعر بها، وأعاينها في وعيي الخاص).

خطوات المنهج الفينومينولوجي

إن المعرفة كما تراها الفينومينولوجيا،

هي علاقة مباشرة بين الوعي والموضوعات بصورة مستمرة،

ولا يمكن الفصل بينهما،

وهذا ما يسمى بقصدية الوعي

(يعني أن نتجه نحو الموضوعات ونكتشفها بوساطة تجربتنا الذاتية بدلاً من أخذها كمسلمات للوصول إلى المعنى والدلالة الحقيقية للأشياء)

ويمكن أن نوجز خطوات المنهج الفينومينولوجي كما يلي:

تأجيل الحكم

تعني التوقف عن الحكم بشكل مؤقت،

وتسمى أحيانا (وضع العالم بين قوسين)،

أي الرجوع إلى حالة اللامعرفة،

حتى أضمن بأنه ليس لدي أي رأي مسبق عن الموضوع

ولا أتأثر بأية أفكار مسبقة بل يتوجب علي الوصول إلى معارف عن أي موضوع بناء على وعيي الخاص أو تجربتي الذاتية بها.

البناء

أي كيف يبني الوعي الموضوعات المتعلقة به عن طريق توجهاته القصدية

فالشعور هو ذات وموضوع معاً، وهما وجهان لشيء واحد.

لذلك الإدراك ليس ممكناً بالشكل الصحيح إلا بفهم المسألة على شكل علاقة،

وإحالة متبادلـة الذات والموضوع أي يتجه الوعي مرة من الذات إلى الموضوع ومرة من الموضوع إلى الذات،

وفي كل مرة يتم بناء فهم جديد.

فمثلا عندما نقف أمام عمل فني في كل مرة هناك انطباع جديد يضاف

وكأن الذات تتوجه إلى العمل الفني

وبالمرة الأخرى يتوجه العمل الفني نحو الذات برسائله ومضامينه المختلفة

وفي فعل القراءة، كل قراءة جديدة تكشف معاني جديدة، وعليه يتم بناء رؤى جديدة باستمرار

الإيضاح

هو القدرة على التمييز بين المجالات والموضوعات المختلفة

كالتمييز بين ما يصدر عن الذات فعلا وما يصدر عن الموضوع.

يرى هوسرل أن الوصول إلى الحقيقة قد لا يتيسر لي دفعة واحدة

وإنما عبر محاولات مستمرة للوصول إلى ماهية الأشياء وحقيقتها.

تطبيقات فلسفة الظواهر

ما المقصود بالرجوع إلى الأشياء كما هي دون أفكار مسبقة؟

حاول أن تتخيل شخصاً يبصر النور لأول مرة في حياته بعد أن كان كفيف البصر

سوف يرى الأشياء كما هي فعلاً وليس كما كان يتصورها من خلال الأفكار المسبقة

والتي كونهـا مـن خـلال حديث الآخرين له عنها.

كيف توصلنا المحاولات المستمرة إلى حقيقة الأشياء؟

يقول الكثير من الناجحين:

إنني عندمـا أبحث في موضوع ما في كل إعادة أتوصـل لـفـهـم جـديـد (أعمق) للموضوع الذي أتعامل معه

المحقق الناجح بعد معاينات مستمرة للموضوع الذي يتعامل معه، يُعمل خيالـه و حدسـه معـاً ليكون صورة مكتملة…

 أهمية فلسفة الظواهر

يسعى هذا المنهج إلى التأسيس الصحيح واليقيني الذي يجب أن تبدأ بـه كل معرفة وكل علم،

حيث دخلت الفينومينولوجيا في مجالات الحياة المختلفة

وخضعت للتطور والتعديل،

لكن فينومينولوجيا هوسرل بقيت المنبع الثري لكل من يريد أن يؤسس لعمق معرفـي جـديـد…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى