منوع

النزعة الجمالية عند عبد الكريم اليافي

النزعة الجمالية

النزعة الجمالية،  يعد الجمال من أكثر المفاهيم المثيرة للجدل إذ يصعب تحديد طبيعته وماهيته،

ولذلك شغل حيزاً كبيراً من تفكير الفلاسفة والمفكرين.

وكان لليافي نظرة وجدانية للجمال إذ حدده بأنه تناسب کامل هادئ من دون إفراط ولا تفريط،

إذ بلغ كل جزء منه حد الكمال وانسجم مع عناصره ولـه معنيان.

معنى عام يشتمل على أنواع مختلفة للمحاسن كالملاحة والحلاوة والروعة وهي أمور معنوية خفية

وهي بمنزلة الروح وهي الجمال الباطني الخفي.

معنى خاص: وهو التناسب التام الممتع وهو جمال ظاهري خارجي وهـو مـا يبدو لعين الناظر (مثل الزينة والحسن).

تصنيف قيم النزعة الجمالية عند اليافي

وضع اليافي تصنيفاً آخر أبسط يشمل أربع قيم جمالية أصلية متقابلة مثنى مثنى وهي الجمال يقابله الضحك،

والروعة تقابلها الرقة، نظمها في دائرة يدعوها دائرة المحاسن.

الرقة

تشمل ألواناً متقاربة من الجمال كالملاحة والحلاوة واللطف في الأفعال والصفات،

وهي مرتبطة بالرشاقة والحركات التي لا جهد فيها؛

ففي الموسيقا مثلاً الحركة الرشيقة الرقيقة حركة صامتة لا تحدث ضجة أو صخباً،

كالغزال في سرعته وحركته ورقة أطرافه وركضه بدون جهد مستمر،

فالرقـة نـوع من التوفيق بين الجانب العاطفي والعقلي لدى الإنسان، وهي الشكل الخلقي والروحي للجمال.

الروعة

تقابل الرقة، وهي جمال مفرط يبدو متجاوزاً للحدود مع احتفاظه بالإمتاع،

ينطوي علـى قـدر من الهيبة والجال والرهبة والقلق يثير الإعجاب العميق إلى حد الإدهاش،

ويوحي بالنبل والسمو.

ونشاهد الروعة في الطبيعة الشاهقة والبحر الواسع بعيد المدى المتصل بالأفق والسماء المرصعة بالنجوم.

الجمال تتضح صفات الجمال عندما نميز بين الشيء الجميل وغيره،

وبين الشيء الجيد والنافع، فنحكم على قول بأنه جيد إذا استطاع أن يسدّ عوزاً ويحقق هدفاً،

والنافع هـو الـذي يرضي رغباتنا وميولنا،

ومن صفات الجمال أنه يعني التناسب القائم بلا هدف أو غاية،

فنحن نصف الشيء بالجمال حين نفترض له غاية بشرط ألا نفكر بهذه الغاية تفكيراً دقيقاً،

فالجمال يعبر عن الوحدة والكمال والهدوء والسكون،

وفي مقابل الجمال الذي يحمل معنى التناسب التام يوجد الضحك مختل الأجزاء.

الضحك:

غالباً ما يترافق مع البهجة والفرح والانتصار،

وهناك عدة أحوال موائمة تساعد عليـه مثـل: الصحة والجوّ الودي، لأنها تيسر طلاقة الفكر،

وكذلك الجوّ الاجتماعي يقوي الميل إليه، إضافة إلى النجاح الذي يحفّز التفكير.

وتلعب التربية الاجتماعية دوراً في البشاشة لكن كثرة الضحك دلالة على الخفة وقلة التهذيب،

أو خروج عن العادة والمألوف وعيب في الطباع كالبخل أو الحمق.

وهناك عوامل تعيق الضحك كالحزن والخيبة والإخفاق والخوف…..

وللضحك مقدار وللمزح ،مقدار، وعندما يراد بالمزح النفع صار المزح جداً والضحك وقاراً،

ويتصل الفرح بالبكاء أحياناً فتدمع العين بسبب إفراط السرور مثلاً.

النزعة الجمالية… الإنسانية كيان واحد

يعد عبد الكريم اليافي من المفكرين الموسوعيين الذين تسنى لهم البحث في العديد من العلوم المختلفة

فتوصل إلى حقيقة مفادها أن حصيلة العلوم في العصر الحديث وثمرة الحضارة الراهنة

لیست نتيجة جهد شعب بمفرده أو خاصة بعرق دون الآخر،

وإنما حصيلة جهود حضارات تعاقبت على حمل لواء العلم.

ويؤكد اليافي أن وحدة الإنسانية لم تبرز يوماً من الأيام كما برزت الآن

فقد ألغــي العلــم كل المسافات وفسحت تطبيقاته المجال أمام الإنسان

للاطلاع على إنجازات وأحوال الشعوب الأخرى في مختلف شؤون الحياة السياسية والعلمية والفنية.

وبالتالي، إن أي نزاع عالمي سوف يهدد الإنسانية في كيانها العميق،

لذلك نظر إلى تطور الإنسانية نظرة عامة تشمل حقب الزمن حتى العصر الحاضر

ولم يراوده أدنى شك في أنها كيان واحد ينمو ويتقدم وتسري فيه شريانات التكامل

على الرغم من الخلافات الناشئة والحروب المدمرة،

فالمجتمعات الإنسانية لا تعيش منعزلة بعضها عن بعض الانعزال كله ولا منطوية على بعضها انطواء مطبقـاً

بـل هناك دائما نصيب من الاتصال والارتباط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى