تاريخ

تعرف على أهم ثورات الاتصال في التاريخ الإنساني

ثورات الاتصال

 

شهد التاريخ الإنساني ثورات أحدثت تغيّراتٍ كبيرة في حياة المجتمعات، تمثلت الثورة الأولى باختراع الأبجدية عام ١٤٠٠ ق. م،

أما الثورة الثانية فكانت انتشار صناعة الورق في القرن الثامن الميلادي من النفايات القطنيّة، التي ساهمت فيما بعد بظهور ثورة الاتصال الثالثة؛

أي المطبعة في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي، التي أدخلت الإنسان عصر الاتصال الجماهيري بشكل أكبر، وأدت إلى تفوّق أوروبا مركز تلك الثورة،

لذلك يعدّها الفيلسوف «رسل» أحد معالم انتقال أوروبا من العصور الوسطى إلى الحديثة.

وكانت هذه هي نقطة انطلاق ثورات الاتصال في التاريخ الإنساني حتى الوصول إلى ثورة الانترنت الحالية.

فن الطباعة بداية ثورات الاتصال الحقيقية

فن الطباعة في العصور الحديثة ليس مجرد كتابة كلام على ورق أو حفره على خشب أو رسم صور بحبر،

وإنّما المقصود به تطوير غوتنبرغ عام ١٤٤٠م نقش الحروف المفردة على معادن بشكل يجعلها تُجمع فتصبح كلاماً يُطبع على الورق، ثم تُحلّ ويعاد جمعها بصيغة أخرى فتطبع كلاماً آخر وهكذا،

فإذا بها وسيلة لنشر العلوم والمعارف، مما أحدث تغييراً في فكر الإنسان وحياته ونقل أوروبا عشرات السنين إلى الأمام، وبعد تدفّق الثروات إلى أوروبا أصبح هاجسها الحصول على ذخائر الشرق وكنوزه الفكرية والعلمية،

ففي عام ١٥٨٥م طُبع أوّل كتاب علمي في روما باللغة العربية «بستان في عجائب الأرض والبلدان» لمؤلّفه الصالحي،

وأصدرت مطبعة آل مديتشي بروما عام ١٥٩٢م كتاب «قواعد اللغة العربيّة لمؤلّفه ابن الحاجب، وفي عام ١٥٩٣م نشرت «القانون في الطب» لمؤلفه ابن سينا.

تطور وسائل الاتصال في العصر الحديث

بدأت ثورة الاتصال الرابعة الالكترونية بظهور الكهرباء، فكان التلغراف نحو عام ١٨٣٥م، ثمّ اللاسلكي والمذياع والتلفاز والكومبيوتر والقمر الصناعي والإنترنت.

قاد هذا الأمر للثورة الخامسة (الرقميّة)، تميّزت بدقتها في تخزين المعلومات، وسرعتها في معالجتها وتحليلها واسترجاعها وإرسالها،

وأصبحت المعلومة تبحر عبر الأجهزة وتحتل مكانة مهمة في حياة الإنسان المعاصر وأعماله،

فظهرت الفضائيات وتقانة الوسائط المتعدّدة، ومن نتائجها تفوّق الدول التي تمتلك هذه التقانة وسيطرتها كدول مركزيّة على بقية العالم.

حرب المعلومات وأثر ثورات الاتصال عليها

تعد حرب المعلومات اليوم من أخطر الأبواب الخلفية، إذ يترك ثغرة عن عمد من أنواع الحروب، عن طريق وضع الخطط واتَّخاذ مصمم النظام للتسلّل إليه عند الحاجة،

فكلّ الإجراءات كافة لإتلاف أو تزييف أو سرقة البرامج والنُّظم التي تنتجها الولايات المتحدة أو تدمير المعلومات المسجّلة والمتداولة على الأمريكية

تحتوي على أبواب خلفية تستخدمها أنظمة الحواسب والاتصالات المستخدمة فيه عندما تريد السيطرة على بلد ما.

وهنا نعرف أثر ثورات الاتصال على هذه الحرب تحديداً.

التجارة المعاصرة ودور ثورات الاتصال بها

مثلت الشبكة العنكبوتية وعاء التجارة والتسويق.

فالاقتصاد الرقمي اليوم،

نتيجة التطوّر في استخدامها من قبل الشركات الصناعية والتجارية والخدمية في ثمانينات القرن الماضي،

ففيها تجري عمليات بيع وشراء السلع والخدمات والمعلومات…..

لأنّها ساعدت على اختصار المسافات بين مناطق العالم،

وتخفيض التكاليف التسويقية، وإتاحة الفرصة لإقامة علاقات تعاقدية مباشرة بين البائع والزبون،

والانفتاح على الأسواق العالميّة، والتواصل على مدار الساعة.

الثقافة وتأثير ثورات الاتصال عليها

تمثل الثقافة الجانب المعنوي الفاعل في التكوين الحضاري لشعب ما،

فهي محصلة النشاط الفكري والفني والأدبي والإرث الاجتماعي الذي يشكل طباع الفرد وشخصيته.

من هذا المنطلق تدلّ الثقافة على الأفكار والمعتقدات والعادات لمجتمع ما، نتيجة ذلك تصبح الثقافة جانباً من جوانب الحضارة.

ولأن ثورات الاتصال قامت بالأساس على نقل الأفكار،

فهي لها تأثيرات مباشرة على ثقافات الشعوب بشكل عام.

لذلك فقد غيرت مثل هذه الثورات الخرائط الثقافية لكثير من الدول.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى