
الاستغراق، الحد المستغرق هو الذي يشمل الحكم كل أفراده،
سواء الموضوع أم المحمول.
الطلاب مجتهدون يـقـال عـن الـطـلاب وهو موضوع القضية أنـه حـد مستغرق إذا شمل الحكـم جميع أفراد الموضوع،
ويقال عن (مجتهدون) وهو محمول القضيّة أنه مستغرق إذا شمل الحكم كل أفراد المحمول
لا نستطيع معرفة ما إذا كان الحدّ مستغرق أم لا دون وجود سور القضية
لأن لكل نوع من أنواع القضايا الفلسفية أحكام في الاستغراق خاصة به.
وفيما يلي كل ما يهمك عن الاستغراق والفرق بينه وبين الاستدلال.
استغراق الحدود في القضايا
الكلية الموجبة (ك م)
كل الحكماء سعداء
نلاحظ في القضيّة الكلية الموجبة أن موضوعها (الحكماء) مستغرق لأن الحكم يشمل كل أفراد الموضوع،
فنحن هنا نتحدّث عن كل الحكماء بدون استثناء.
أما المحمول (سعداء) فهو غير مستغرق لأن الحكم لم يشمل كل أفراد المحمول.
فالسعداء ليسوا فقط من الحكماء وإنما الحكماء هم فئة فقط من السعداء
ولهذا فالمحمول هنا غير مستغرق.
إذاً الكلية الموجبة تستغرق موضوعها ولا تستغرق محمولها
لأن الحكم شمل كل أفراد الموضوع ولم يشمل كل أفراد المحمول.
الكلية السالبة (ك س)
ولا واحد من الطلاب راسب.
في القضية الكلية السالبة نفصل العلاقة بين كل أفراد الموضوع وكل أفراد المحمول،
ولهذا نقول بأن الموضوع والمحمول كلاهما مستغرق
لأن الحكم يفيد انفصال كل أفراد الموضوع عن كل أفراد المحمول،
وكل أفراد المحمول عن كل أفراد الموضوع.
الكلية السالبة تستغرق كلاً من موضوعها ومحمولها.
الجزئية الموجبة (ج م)
بعض الورود حمراء.
الحكم في الجزئية الموجبة لـم يشمل كل أفراد الموضوع (الورود)
فنحن نتحدث هنـا عـن بعضهم فقط وليس عن الكل
ولهذا فموضوع الجزئية الموجبة غير مستغرق،
وأيضاً نجد أن المحمول (حمـراء) غيـر مستغرق
لأن الحكم لا يشمل كل أفراد المحمول.
الجزئية الموجبة لا تستغرق موضوعها ولا محمولها.
الجزئية السالبة (ج س)
ليس بعض الحيوانات أليفة.
الموضوع (الحيوانات) ليس مستغرق لأن الحكم لم يشمل كل أفراد الموضوع،
فنحن نتحدث عن بعض الحيوانات وليس عن الكل وشرط الاستغراق أن يكون الحكم يشمل الكل،
أما بالنسبة للمحمول (أليفة) فهو مستغرق
لأن الحكم يفيد في انفصال كل أفراد المحمول (أليفة) عن بعض أفراد الموضوع (الحيوانات).
الجزئية السالبة لا تستغرق موضوعها وتستغرق محمولها
لأن الحكم يفيد إنفصال كل أفراد المحمول عن بعض أفراد الموضوع.
الفرق بين الاستغراق والاستدلال
معنى الاستدلال
الاستدلال جوهر المنطق فالغرض الأساسي من المنطق هو الانتقال من معلوم إلى مجهول انتقالاً سليماً لا خطأ فيه
ويبدأ الاستدلال المنطقي من مقدمات وهي أقوال نسلم بها تسليماً أو نعتقد بصحتها لسبب مـن الأسباب
ليصل بنا إلى النتائج التي تلزم عن تلك المقدمات.
وجملة القول يعرف الاستدلال بأنه العمليّة العقليّة التي ننتقل بها من قضيّة إلى قضية أخرى ناتجة عنها بالضرورة،
وفي عبارة أخرى هو الانتقال من مقدمات معيّنة إلى نتائج أو نتيجة تلزم عنها.
وتكمن أهمية الاستدلال في كونه يجعلنا ننتقل من حكم تصديقي معلوم إلى حكم تصديقي مجهول،
فعند معرفة صدق أو كذب قضيّة ما نستطيع أن نستنتج صدق أو كذب أو عدم تعيـن قضية أخرى.
والوصول إلى الأحكام الصحيحة هو غاية المنطق والهدف الأعلى منه
لأن الاستدلال يطلب الحقيقة ويقف على ماهية أو حقيقة الشيء.
أي أن الاستدلال قد يساعد في الوصول للاستغراق.
الاستدلال المباشر والفرق بينه وبين الاستغراق
هو العملية العقلية التي ننتقل بها من قضيّة إلى قضية أخرى لازمة عنها.
صدق أو كذب قضيّة إلى صدق أو كذب قضية أخرى.
وسمي هذا النوع من الاستدلال بالمباشر
لأنه لا يحتاج إلا إلى مقدمة واحدة لنـصـل مـن خـلالـهـا إلى النتيجة المطلوبة.
وقد يؤدي إلى الاستغراق بطبيعة الحال.