قلاع سوريا

تشتهر سوريا بالمناطق السياحية العديدة المتوزعة في محافظاتها ومن أهم معالمها السياحية هي القلاع القديمة التي تعد من أهم النقاط السياحية، وسيلقي موقع معلومة سوريا الضوء على قلاع سوريا وتاريخها العريق.
أهم قلاع سوريا
تحوي سوريا العديد من القلاع المنتشرة في أنحائها، والتي تحمل في طياتها ماضي سوريا العريق.
وأهم هذه القلاع هي قلعة حلب وقلعة الحصن وقلعة صلاح الدين بالإضافة إلى قلعة مصياف وقلعة جعبر والمرقب وغيرها من القلاع الكثيرة.
قلعة حلب
أظهرت الاستكشافات أن قلعة حلب هي أقدم قلعة في سورية وهي مشيدة على تلة طبيعية تتوسط مدينة حلب.
وهي أول بناء تم تشييده على هذا التل وتم بناءه في الألف الثالثة قبل الميلاد أي قبل حوالي 5000 سنة.
في القرن الخامس الميلادي كان أهل حلب يلجؤون جميعهم إلى القلعة عند هجمات الدولة السيسانية.
المسجدين الموجودين داخل القلعة كانوا كنائس قبل الفتح الإسلامي.
سُجن العديد من قادة الرومان في قلعة حلب، منهم جوسلين الثاني كونت الرها، الذي توفي هناك وملك القدس بلدوين الثاني الذي احتجز لمدة عامين.
قام نور الدين الزنكي بإدخال تحسينات كثيرة على قلعة حلب ودعم من أسوارها.
أما الشكل الحالي لقلعة حلب فيعود لعام 1213م لعهد “الظاهر غازي” ابن القائد “صلاح الدين الأيوبي”، وقد حكم الظاهر غازي حلب بين عامي 1193م و1215م حيث قام بإعادة إعمار كبرى لقلعة حلب.
وأهم هذه التغييرات هي الجسر المقنطر لمدخل القلعة الذي نراه الآن حيث كان قبل ذلك عبارة عن جسر خشبي.
خلال الحكم العثماني كانت قلعة حلب مقراً لإحدى الفرق الانكشارية، وكان يسكن القلعة حوالي ألفي شخص.
تضررت قلعة حلب كثيراً جراء زلزال حلب عام 1822 الذي يعتبر من أقوى الزلازل في تاريخ العالم.
وقام ابراهيم باشا الذي حكم حلب بعد ذلك باستخدام جزء من حجارة القلعة المتهدمة لبناء ثكنة شمالي القلعة وهي ثكنة هنانو الآن.
بقيت القلعة مقراً لمرابطة الجنود حتى عام 1925م وقد شُيِّدَ مدرج القلعة الذي تقام فيه الحفلات الآن عام 1980م.
قلعة الحصن
تعد قلعة الحصن أجمل قلاع سوريا ،ودرّة قلاع العالم التي تحتضنها جبال حمص.
تعتبر قلعة الحصن الواقعة على بعد نحو 60 كيلومتراً غرب مدينة حمص، قرب الحدود السورية-اللبنانية من أهم المعالم الأثرية في سوريا.
ومن أبرز القلاع العســكرية وقد وصفها المؤرخ الفرنسي بول ديشان بأنها “النموذج المثالي للقلعة الصليبية”.
تقع القلعة على تل استراتيجي بارتفاع نحو 750 متراً، وتطل على ممرات جبلية حيوية.
ما منحها أهمية دفاعية كبيرة عبر التاريخ.
تعود أصول بنائها إلى القرن الحادي عشر الميلادي، حيث أقيمت بدايةً على يد العرب، ثم سيطر عليها الصليبيون في القرن الثاني عشر.
وفي عام 2006، أدرجت منظمة اليونسكو قلعة الحصن على قائمة التراث العالمي.
باعتبارها نموذجاً فريداً لفن التحصين العسكري في العصور الوسطى، وحفاظها على هيكلها الأصلي بدرجة عالية.
تُعد قلعة الحصن رمزاً للمقاومة والجمال في آنٍ واحد، ومقصداً لكل من يهتم بالتاريخ، والفن المعماري، والتراث السوري العريق.
قلعة صلاح الدين الأيوبي
تعتبر قلعة صلاح الدين الأيوبي من أهمّ آثار اللاذقية، وعرفت قديماً باسم قلعة “صهيون”.
و هي تعني باللغة السريانية الصخرة العالية أو البرج في أعلى الجبل.
وتمتلك هذه القلعة أهمية استراتيجية بسبب موقعها الفريد، وهي تبعد حوالي 33 كم شرقي مدينة اللاذقية.
تمّ بناءها في عهد الغزوات الصليبية، ووصفت بأنها أكثر القلاع مناعة وقوة في الشرق.
وتكمن عظمتُها في أنّها تقوم على صخرة شاهقة ملساء الحواف.
ليس لها سوى ممرّ صخري واحد فقط فوق الخندق الطبيعي المحفور في الصخور.
والوحيد الذي استطاع السيطرة عليها هو صلاح الدين، لذلك سُمّيَت القلعة باسمه، وقد مرت القلعة بعهود تاريخية متنوعة ومختلفة.
فقد استولى الإمبراطور البيزنطي “يوحنا تزمسكس” على موقعها من الحمدانيين، ثم انتقلت السيطرة عليها إلى الفرنجة
بعد استيلائهم على اللاذقية في العام 1108م، وبعد ذلك دانت السيطرة عليها إلى القائد صلاح الدين الأيوبي في العام 1188م، بعد أن قام بطرد الفرنجة.
وسميت القلعة باسمه حتى الآن.
تقع القلعة على ارتفاع 450 متر عن سطح البحر، ويبلغ طولها حوالي 740 متراً، وتقدر مساحتها بحوالي 50 دونم.
وتتجلى الأهمية التاريخية والقيمة الحضارية للقلعة من خلال أنها كانت من أهم القلاع التي بقيت شاهدة حية تدل على تاريخنا وتراثنا الحضاري العريق.
وهذا ما جعل الكثير من المؤرخين والمفكرين والرحالة الكبار يعبرون عن عظيم إعجابهم بجمال القلعة
وفرادتها المعمارية وضخامة أبنيتها ومناعة تحصيناتها وروعة موقعها الحيوي الفريد.
قلعة الكهف
تعد قلعة الكهف واحدة من أجمل القلاع في محافظة طرطوس والتي تبعد عن منطقة القدموس نحو 20 كم.
وتبعد بنفس المسافة تقريباً عن منطقة الشيخ بدر، وتتوضع فوق هضبة صخرية تأخذ شكلاً طولانياً
ومن المتعذر الوصول اليها إلا من الجهة الشرقية وبصعوبة بسبب الوديان السحقية التي تحيط بها.
وتتربع القلعة على هضبة صخرية مطلة على وادٍ سحيق تحيط بها الجبال لتصبح شبيهة بالحصن الطبيعي.
ويمكن ملاحظة موقع القلعة المميز مباشرةً، حيث تم اختيار موقعها بعناية فائقة لكونه من المواقع المحصنة طبيعياً.
كما تعد قلعة الكهف من القلاع النادرة التي بنيت ونحتت في الصخر، ولذلك سميت قلعة الكهف.
وتحوي ثلاثة طوابق من الكهوف الحجرية، واكتشف بداخلها بقايا معبدين يُعتقد أنهما رومانيان، لكن النباتات والأحراش تغطيهما بشكل كبير جداً.
وفي داخل القلعة سبع غرف منحوتة بالصخر وقد كانت إنارتها في السابق تتم بواسطة فتحات في سقف القلعة.
كما يلاحظ فيها بقايا سور محيط بها وثلاثة أبراج من جهة الشرق والغرب والجنوب.
وتحتوي القلعة على آبار لتجميع مياه الأمطار، كما أنها كانت تتغذى بالمياه أيضاً بواسطة قناة فخارية من عين تبعد عنها 2 كم باتجاه الشرق.
قلعة جعبر
تقع قلعة جعبر على تل مرتفع يطل على نهر الفرات في ريف الرقة الغربي.
وتعدّ من أبرز المعالم الأثرية في شمال سوريا.
يعود تاريخ بنائها إلى العصور الإسلامية الأولى، وتحديداً في عهد السلاجقة، وقد أعيد ترميمها وتوسيعها في عهد نور الدين زنكي.
تحيط بها المياه من معظم الجهات، وقد كانت تُعدّ قلعة منيعة بفضل موقعها الاستراتيجي وبنيانها القوي المبني من الحجر الكلسي.
داخل القلعة بقايا أبراج وأسوار وقاعات قديمة التي تروي حكايات الحروب والحضارات التي مرّت بها.
رغم التغيرات التي طرأت عليها، إلا أنها لا تزال شاهدةً على مجدٍ تاريخيٍ عريق، ومقصداً لمحبي الآثار والتاريخ من داخل سوريا وخارجها.
قلعة المرقب
تشمخ قلعة المرقب الواقعة على بعد 5 كم شرق مدينة بانياس، والتي اعتبرها الباحثون الآثاريون إحدى أهم القلاع التي بنيت في العصور الوسطى في العالم بأسره.
تتميز قلعة المرقب بمنظر خلّاب يستوقف كل من يراها؛ وذلك بسبب رسوخها الشامخ كالجبا.
تمتلك القلعة سوران، الأول هو الداخلي، والآخر هو الخارجي، والذي يحتوي على أربعة عشر برجاً دفاعيّاً.
وتتألف القلعة من العديد من المنشآت والمباني في الجزء الداخليّ منها كقاعة الفرسان، والقاعة الملكية، وكنيسة بُنيت في القرن الثاني.
بالإضافة إلى خزّانات، وممرّات بين الأسوار، والأبراج.
وأيقونات جدارية فسيفائية ذات ألوان متعدّدة كأيقونات العشاء السري، وبولس الرّسول، وبطرس الرسول أيضاً.
وصف أحد الرحالة الأجانب القلعة التي زارها في القرن التاسع عشر بقوله
“المرقب أشبه بمدينة فريدة من نوعها تقع على صخرة كبيرة مشرفة على كل ما حولها، حيث يمكن الوصول إليها في حالة النجدة
ولا يمكن الوصول إليها أثناء القتال إلا النسر والصقر، وحدهما يمكنهما التحليق فوق أسوارها”
يعود بناء القلعة إلى عصر الخليفة العباسي هارون الرشيد للمرّة الأولى كما يقول البعض من الآثاريين.
وتمت عمليّة إعادة بناء القلعة مرةً أخرى بيد رشيد الدين الإسماعيلي.
ونظراً لأهمية القلعة في ذلك الوقت استولى عليها الفرنج خلال عام 1117م، ثم استولى عليها الإسبارتة.
ثم السلطان قلاوون، حيث استملكها نهائياً السلطان المملوكي المنصور قلاوون في أيار وأخرج الفرنجة منها وكان ذلك عام 1285م.
احتفظت القلعة بنفوذها في القرنين الرابع عشر والخامس عشر، حيث استخدمت كسجن.
وفي فترة الاحتلال العثماني تم إجراء تغييرات في القلعة لتلائم وجود الحامية العسكرية العثمانية، والتي سكنت القلعة فترة من الزمن.
بدأت القلعة تفقد أهميتها وانعكس تضاؤل دورها في الفترتين المملوكية والعثمانية على انخفاض التحسينات المعمارية على بنيانها.
كما شكلت الزلازل عاملاً كبيراً أثّر على بناء القلعة والتي وقعت خلال أعوام 1202م و1404م و1752م و1759م و 1796م و1833م وقد سببت ضرراً بالغاً في بنيانها.
برج الصبي وقلعة المرقب
برج الصبي هو معلمٌ أثريّ يتبع قلعة المرقب بقرب مدينة بانياس الواقعة في محافظة طرطوس شمال غرب سوريا.
شُيِّد برج الصبي كبرج مراقبة يقع على مسافة كيلومترين غربيّ قلعة المرقب أثناء عهد الحملات الصليبية.
يقع برج الصبي بجانب أوتوستراد طرطوس – اللاذقية، على رأس تلّة ارتفاعها نحو 25 متراً وطولها 300 متر.
وفي الختام نكون قد تكلمنا عن قلاع سوريا العريقة ومكانتها التاريخية وأهميتها الاستراتيجية والسياحية ودورها في اقتصاد سوريا.