كل ما يهمك عن الصداقة ومعناها

الصداقة هي علاقة اجتماعية تربط بين شخصين أو أكثر،
تقوم على أساس التعاون والمودة، والتعاطف والمشاركة في الميول،
تقويها الألفة والودّ ولا يمكن تصور الصداقة بدون ثقة متبادلة.
يعرفها مسكويه بأنها نوع من المحبة إلا أنها أخص منها وهي المودة بعينها،
فالصديـق هـو شخص يكون بقربنا دوماً نشكو إليه همومنا ونشاركه أفراحنا وأحزاننا، وفـي لنـا فـي غيـابنـا.
عوامل تكوين الصداقات
وهناك عدة عوامل تساهم في تكوين الصداقات ومن أبرزها:
التشابه: قد يؤدي التشابه في العادات والتقاليد والقيم والاتجاهات بين الأفراد إلى نشوء الصداقات بينهما.
الأهداف المشتركة: فالأهداف المشتركة تدفع الأفراد إلى الاعتماد على بعضهم والتعاون لتحقيق الأهداف المشتركة التي يسعون إليها.
الاقتران يرتبط الفرد دائماً مع مجموعة من الأفراد المحيطين به،
في المدرسة والعمل والسكن وغيرها
ويمكن أن يقيم الصداقات مع أي من الأفراد فـي هـذة الجماعات.
الصداقات والزمالة
تتنوع العلاقات الاجتماعية من حيث القرب والعمق والتفضيل،
وتوصف بعض تلك العلاقات بالصداقة عندما تتوفر المشاركة الشخصية والحب المتبادل والتفاعل
أما الزمالة هي العلاقة الأقل من حيث التفاعل والمشاركة،
وتسمى معارف اجتماعية ويغلب عليها المشاركة بالأنشطة أو العمل أو الواجبات مثل زملاء الدراسة الجيران، أعضاء النادي.
والعلاقة بين الأصدقاء لها طابع العلاقة الشخصية بينما علاقات الزملاء يغلـب عليهـا التوجـه للنشاط والمهام العملية
الصداقات في مراحلها العليا تقوم على المساندة ودعم الثقة بالنفس والإفصاح عن الذات
أمـا الزمالة هي علاقة رسُميّة تمنح الشعور بالرفقة وتجنب الوحدة وقد تتحول علاقة الزمالـة إلـى صداقة متينة.
أنواع الصداقة
هناك عدة أنواع للصداقة وهي:
صداقة المنفعة
وهي صداقة عرضية،
هدفها نيل منفعة ما تنقطع عند تحققها لذلك لا تدوم طويلاً
مثل صداقة أصحاب النفوذ والأثرياء الذين يتقرب منهم الأشخاص طمعا بالمنفعة.
صداقة التسلية
تتكون وتزول بسرعة الهدف منها الحصول على متعة أو لذة ما من صداقات أشخاص يثيرون البهجة والسرور أينما يحلون،
أو بهدف التسلية وقضاء أوقات فراغ ممتعة
وغالبا ما تكون صداقات التسلية في مرحلة الشباب نظراً لقلة تجاربهم وارتباطها بالبحث عن الجديد.
صداقة الفضيلة
تتأسس على أساس أخلاقي بعيداً عن المنفعة والمتعة تقوم على الاحترام والمحبـة للصديــق والتضحية من أجله، وهنا تكون المنفعة نتيجة للتعاون والتضامن وليست غاية، وهي أفضل أنواع الصداقة واكثرها استقراراً وتدوم طويلاً.
أهمية الصداقة
تسهم الصداقات في تحقيق التكيف النفسي والاجتماعي والانفعالي للشخص من خلال نقطتين هما:
أ – الحد من مشاعر الوحدة من خلال تحقيق حد أدنى من التفاعل الاجتماعي يُشعر الفرد بالارتياح الوجداني والنجاح، وذلك عبر عدة وسائل:
1. السعي إلى الأفضل: يميل الأفراد لعقد مقارنات اجتماعية بينهم وبيـن أقرانهم، مـن أجـل تحسين أدائهم.
2. الإفصاح عن الذات يعبر الفرد عن ذاته عبر التواصل مع الأصدقاء الذين يشاطرونه التطلعات والطموحات.
3. المساندة الاجتماعية: الصديق أهم مصدر للمساندة (المساعدة – النصح – التوجيه) وهي على نوعين: مساندة مادية في مستلزمات الحياة وأعباء المعيشة ومساندة معنوية من خلال تعزيز الثقة بالنفس والتعاطف ودعم الآراء الشخصية.
4. المشاركة بالميول والاهتمامات الشخصية بما تقدمه من أثر إيجابي في تقوية المشاعر الإيجابية وتفعيل روح المرح والتفاؤل.
الصداقات والتنشئة الاجتماعية
المساعدة على تطوير مهارات الاتصال مع الآخرين وكيفية إدارة حل الخلافات مع المواجهة لصعوبات الحياة اعتماداً على أنفسهم.
إن من أهم وظائف الصداقات إتاحة الفرصة لتعلم المهارات الاجتماعية، والقدرة على المخاطبة والتعبير والتحصيل الدراسي ولها دور في بناء علاقات تعاون وتقدير متبادل بين أطرافها.
من المفيد تعلم كيفية بناء علاقات صداقة وأن يكونوا أكثر ثقة بأنفسهم وبناء وتطوير مهاراتهم الاجتماعية.