منوع

الشخصانية عند محمد عزيز الحبابي

الشخصانية

الشخصانية هو لفظ يطلق على كل نزعة وحضارة تثبت سمو شخص الإنسان على الضرورات المادية والأدوات الجماعية المؤسسة لنموه

وظهرت الفلسفة الشخصانية لتعيد للشخص قيمته وكرامته كذلك لتثبت وجوده،

بوصفه موجوداً له خصائص الكائن العاقل كما تسعى من خلال مبادئها إلى مساعدته وتسخير كل قوى الطبيعة لخدمته،

حتى تسهل حياته ويصبح ذاتا متميزة،

ترفض العزلة والانغلاق على نفسها كما تسعى إلى إقامة العلاقات مع الآخرين بوصفها شخصية فاعلة لـهـا دورهـا وتأثيرها على المجتمع،

لأن الشخص لا يدرك ذاته إلا مع الآخرين.

مفهوم الشخصانية الواقعية عند الحبابي

تركت الشخصانية صداها على الحبابي فتأثر بمبادئها لأن نظرتها إلى الشخص تتخطى كل الحواجز والفروقات سواء عرقية أم دينية،

فعمل على تجديد الشخصانية و أضاف لها صفة الواقعية،

لأن شخصانيته تستمد جذورها من واقعه فمن الناحية المفهومية تعني كيفية الانتقال لدى الإنسان من الكائن إلى الشخص،

ومن الناحية الأخلاقية إثبات الشخص بوصفه قيمة،

ومن ناحية أخرى يتجلى بشكل واضح التزام الاتجاه الشخصاني الواقعي بقضايا الحرية.

مراحل تطور الشخصانية الواقعية

تحاول شخصانية الحبابي، أن تصف لنا الطريق الذي يبدأ من الكائن الذي يتعالى على نفسه

ليتحول إلى شخص ثم إلى إنسان، ولفهم هذه الطريق لا بد لنا من البحث في المفاهيم الآتية:

مفهوم الكائن

الكائن عند الحبابي، معطى خام يظهر كلما ازداد اتجاهه نحو الشخص ونحو الاندماج في مجتمع مع الآخرين

فهو سيبقى كائناً خاماً مـا لـم يظهر للآخرين،

ويتم انتقال الكائـن مـن مـرحلـة الظهور إلى مرحلة الوجود بفضل إحساساته،

وللكائن الموجود صفتان هما التحقق والفعاليـة

فالكائن البشري يعبـر عـن حضوره في العالم باعتباره صانعاً لتاريــخ فــردي وجماعي.

مفهوم الشخص

إن الشخص هو السند (الأساس) الذي تقوم عليه الشخصيات المختلفة

التي يظهر بها الشخص الواحد في أدواره المجتمعية المتباينة المهندس قد يكون أب ابن زوج…

كمـا أنـه أيضاً عماد العلاقة بالغير والتواصل معه فلابد أن يكون هناك وعي بالذات لكي يكون لنـا وعـي بوجود الغير.

مفهوم الإنسان

الإنسان موجود اجتماعي يحدد سلوكه التفكير والانفعالات والإرادة ودرجة معرفة القوانين التي تحكم الطبيعة والمجتمع والإنسان نفسه،

ولا يحمل في ثناياه المعاني السلبية التي ترادف لفظتي شخصي وفردي اللتين كثيراً ما تختلط معانيها أما الإنسان والإنساني

فالكلمتان لهما محتوى لا التباس فيهما أو إبهام فالنزعة الإنسانية تجعل من الإنسان الواقعي محور
الأشياء.

 الشخصانية بوصفها رسالة إنسانية

إن الهدف الأسمى للفلسفة الشخصانية الواقعية هو بناء الإنسان من جديد،

الإنسان المنتمي لعالمه وتحريـره مـن قيوده التي جعلته كالآلة كذلك تحريره من التقليد الأعمى للآخـر

ومنحـه الفرصة لإثبات ذاته والرقي بها إلى أعلى المراتب من خلال استرجاع حريته وحقوقه المسلوبة منه،

وتعد الشخصانية ثورة في جذور القيم،

فكون الشخص يصبح إنساناً ليس معناه أن يصبح كل ما يريد أن يكون لكن كل ما يستطيع أنه يحققه.

وتسعى إلى رسم آمال الإنسان وطموحاته و فلسفة للغد.

فهي ذات نزعة إنسانية من خال تبنيها طموحات الإنسان المعاصر وسعيها إلى توجيه تفكير الإنسان،

في تجاوز عالم اليوم والتعالي عليـه نحـو عـالـم الغـد.

خاتمة

كان ما سبق هو أهم ما كنا نتحدث عنه بخصوص الشخصانية عند محمد عزيز الحبابي.

وحال وجود أي استفسار لديكم، فلا تترددوا في كتابة ذلك من خلال التعليقات المتاحة على الموضوع.

حيث إننا سوف نقوم بالرد عليها على الفور.

وأخيراً لا تنسوا مشاركة موضوعنا من خلال حسابات التواصل الاجتماعي عبر الحسابات الخاصة بكم.

إذ يساهم ذلك في نشر المعرفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى