منوع

ما هو الاندماج الاجتماعي؟

الاندماج الاجتماعي

الاندماج الاجتماعي، يشهد العالم تغيرات اجتماعية كبيرة رافقتها تحولات ثقافية متعددة،

الأمر الذي يجعل من الضروري أن تندمج كل فئات المجتمع في كيان واحد،

وذلك لتقديم صورة للتسامح الفكري ولاحترام حق الآخر في الاختلاف بما يضمن حقوق وكرامة الإنسان بشكل عام.

والاندماج الاجتماعي هو الاستعداد والقدرة على التغيير والتعامل مع الظروف الاجتماعية المختلفة،

والاستجابة لمستجدات الحياة الاجتماعية،

والقدرة على التعايش في المجتمع الجديد بكل ما فيه من تقاليد وقوانين وعلاقات بين الأفراد. :

وهذا لا يعني عدم وجود اختلافات ثقافية وفكرية بين أفراد المجتمع،

وإنما يعني أنه مع وجود هذه الاختلافات بينهم فإنهم يتفقون على العيش معا بما يحدّ من الصراع بين الأفراد،

ويؤسس لمجتمع أكثر ترابطا وتماسكا.

وفيما يلي أهم ما يمكن الحديث عنه بخصوص ذلك.

طبيعة الاندماج الاجتماعي

هو مفهوم ينشئه كل مجتمع وكل جماعة،

بهدف انتقال الأفراد والجماعات من حالة المواجهة والصراع إلى حالة العيش معاً.

وتمر آلية ذلك عبر ثلاثة مراحل من التضامن الاجتماعي إلى التكيف الاجتماعـي إلـى الاندماج الاجتماعي.

التضامن الاجتماعي:

هو شبكة من الروابط الاجتماعية التي تشدّ أفراد المجتمع إلى بعضهم البعض،

ومنه تضامن طبيعي عفوي كانتساب الفرد إلى الجماعة الأولية والقبيلة…

وتضامن عضوي وهو نتيجة تقسيم العمل الاجتماعي حيث تبرز أهمية الفرد وتشابك المصالح الاقتصادية.

التكيف الاجتماعي:

هو آليات لانخراط الفرد داخل الجماعة والمشاركة في قيمها ومواقفها وآرائها

كاستجابة الشباب لقيم الأسرة من حيث السلوك واحترام اللباس… وغيره.

الاندماج الاجتماعي:

هو مجموعة التدابير التي يتبناها المجتمع وأفراده لقبول عضو جديد صفوفه

ويجب أن يكون شاملاً متكاماً لأنه لا يمكن أن ينجح في مستوى معين ويفشل في مستوى آخر،

مثال: لا يمكن تأمين تربية للجميع وعدم تأمين عمل، لا يمكن تأميـن عـمـل مـن دون مساواة أمام القانون…..

وبدون الاندماج الاجتماعي سيسود الانفصال في المجتمع، ويصبح عبارة عن جماعات مغلقة و منفصلة عن بعضها.

مجالات الاندماج الاجتماعي

تظهر مسألة النسبية في الاندماج بصفة خاصة في المجتمع الحديث

حيث أصبح الفرد ينتمي إلى جماعات متعددة تختلف معاييرها الثقافية من ذلك أن الفرد قد يكون مندمج اندماجاً سليماً مع أسرته أكثر من جماعات النادي أو الأصدقاء،

وذلك وفقا لظروف الموقف ومعاييره في كل جماعة وهذه تسمى الثقافات الفرعية.

مظاهر الاندماج الاجتماعي السليم

الراحة النفسية:

يمتلك الفرد المندمج القدرة على مواجهة المواقف والمشكلات التي تشكل عائق أمام اندماجه كالاكتئاب والقلق والإحباط،

فيصل إلى الراحة النفسية التي تعد مؤشراً هاماً من مؤشرات أنه مندمج اجتماعياً،

ولكن ذلك لا يعني ألا يصادف الفرد أي عقبات تقف في طريق إشباع حاجاته المختلفة وتحقيق أهدافه في الحياة،

وإنما الشخص الذي بالصحة النفسية هو الذي يستطيع مواجهة هذه العقبات في حياته اليوميـة وحلهـا بطريقة ترضيه وترضي المجتمع.

الكفاية في العمل:

تعتبر قدرة الفرد على العمل والإنتاج والإنجاز دليلاً على اندماج الفـرد في محيط عمله

الفرد الذي يزاول المهنة أو العمل المعين الذي يكلف بـه وتتاح له الفرصة فيه لاستغلال قدراته و إمكاناته وتحقيق ذاته

فإن ذلك يحقق له الرضا والسعادة ويجعله متوافقاً مع المجتمع.

ولكي نتحقق مما يتعلق باندماج الفرد مع عمله يجب النظر إلى كفاية إنتاجه فـي هـذا العمـل

فـإذا كانت إنتاجيته في العمل عالية وبكفاءة كان مندمجـاً فـي محيط عمله.

أهمية الاندماج الاجتماعي

يسعى الفرد إلى ما يختص بالاندماج بالمجتمع من أجل تحقيق التوازن النفسي والاجتماعي،

فالاندماج الاجتماعي عملية طرفاها الفرد والبيئة الاجتماعية التي يعيش فيها وهما يتبادلان التأثير والتأثر،

بحيث يستطيع الفرد أن يغير من المؤثرات الاجتماعية التي يتعرض لها،

لكي تصبح أكثر ملاءمة لمطالبه، وأن يعدل من تلك المطالب أو الحاجات لكي يوائم بينها وبين هذه المؤثرات،

فالإنسان في تفاعله مع البيئة مضطر للقيام بأحد الدورين،

إما أن يغير سلوكه أو أن يغيـر مـن بيئته الاجتماعية نفسها

فالهدف من الاندماج الاجتماعي هو إيجاد التوازن بين حاجات الفرد ومعايير المجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى