المغالطات المنطقية، يعتمد الاستدلال المنطقي على صحة وقوة البراهين والمعطيات للوصول إلى نتائج صحيحة
لكن في حالات معينة ليس بالضرورة أن تؤدي المعطيات الصحيحة إلى نتائج صحيحة
فهناك طرائق معينة تُصاغ بها هذه المعطيات تجعلنا نتوهـم أنـهـا صحيحة،
لكنها في الحقيقة تكون مغالطة منطقية.
تعريف المغالطات المنطقية
تُعرف المغالطة المنطقية بأنها شكل من أشكال الاستدلال الخطأ الذي يُبنى على أدلة وحجج غير سليمة
ويؤدي إلى نتائج خطأ، أو قد تكون الأدلة صحيحة والنتائج المترتبة عليها مغلوطة.
والخطورة في المغالطة المنطقيّة تكمن في كونها تبدو سليمة،
وهي شائعة جداً ويمكن أن تكون مقنعة أحيانا نقع فيها بسهولة
والجدير بالذكر أن العشرات من الأمثلة على استخدام المغالطات نجدها في المواقع الإلكترونية
والصحف والفضائيات والإعلانات وغيرها من المصادر..
تُصنيف المغالطات المنطقية
تصنف المغالطات إلى:
۱. مغالطات صورية.
۲. مغالطات غير صورية.
وتكون المغالطات صورية من حيث شكل الاستدلال،
ومثال عليها: مغالطات القياس أي إيجاد نتيجة من مقدمتين جزئيتين، مثل:
بعض المبدعين طلاب
بعض المجتهدين مبدعون
بعضُ المجتهدين طلاب
وفي المقابل تصنف المغالطات إلى غير صورية من حيث المحتوى:
وتكمن المشكلة هنا في مضمون الحجة وليس في شكلها كمـا فـي الصـوريـة،
ومـن أسبابها:
١. غموض اللغة
٢. عدم التركيز في موضوع النقاش الرغبة في تضليل الخصم
المغالطات غير الصورية
وللمغالطات المنطقية غير الصورية أنواع عديدة سنذكر أهمها وأكثرها شيوعاً:
مغالطة المصادرة على المطلوب
تعريفها: هي التسليم بالمسألة المطلوب البرهنة عليها.
بقول آخر: هي الافتراض المسبق بصحة النتيجة وتضمنيها بالمقدمات،
فتبدو النتيجة والمقدمة تحملان وتؤكدان نفس المعنى، وبالتالي النتيجة لا تأتي بشيء جديد.
مغالطة الحجة الشخصية
يقصد بها المهاجمة أو الطعن في شخص القائل بدلاً عن تفنيد قوله بالحجج والأدلة المنطقية،
قائمة على أساس قبول أو رفض تصور ما بناءً على موقفنا من قائل هذا التصور
وليس على قوة أو ضعف الحجة المقدمة منه.
وهي عند مناقشتنا لشخص ما سواء أكان خصماً أم صديقاً علينا أن نحكم على حجته المقدمة بعيداً عن موقفنا منه.
مغالطة التعميم السريع
أي استنتاج خصائص فئة كلّية من خصائص عينة قليلة من هذه الفئة.
وهـو مـن أكثر المغالطات شيوعاً،
وغالباً ما يتضمن كثيراً من التحيزات العرقية والعنصرية والتعصب الفكري ويشكل صورة نمطية للشعوب.
مثال: تعرّفت على شخص أساء إليك وهو من منطقة معينة تستنتج أن كل أبناء هذه المنطقة سيئون!!
طالب فشل في أداء واجباته الدراسية مرتين إذاً هو طالب فاشل.
كان الدرس الأول لمادة ما سهلاً هذا يعني أن المادة سهلة.
مغالطة رجل القش
تحدث هذه المغالطة عندما يقوم شخص ما بتشويه أو تحريف أو استبدال حجة شخص ما
بحجة أضعف منها وبعيدة عنها كل البعد وذلك لإرباك الشخص الأوّل وإحراجه.
مثال: حسان: لا يجوز أن تغش في الامتحان يا أحمد
لأنه ليس من العدل بشيء أن تأخذ علامات توازي علامات الطالب الذي درس وتعب.
أحمد: أنت تغار مني ولا تتمنى لي النجاح!
هنا نلاحظ أن حسان كانت حجّته قويّة في نصح أحمد بعدم الغش
لكن أحمـد استبدلها بحجة أضعف عندما حرّف موضوع النقاش واستبدله بموضوع آخر.
المغالطات الصورية
تحدث المغالطات الصوريّة نتيجة خلل في صورة الحجة،
فتبدو لنا صورياً أنها صحيحة لأن طريقة الاستدلال صحيحة، ولهـا أنـواع عديدة منها:
مغالطة إثبات التالي
من خلال المثال الآتي نوضح المغالطة
إذا كنت في الصف الثالث الثانوي الأدبي فأنت تدرس مادة الفلسفة
أنت في الصف الثالث الثانوي الأدبي إذا أنت تدرس الفلسفة
إنكار المقدم
إن إنكار المقدم يترتب عليه إنكار التالي وهنا نقع في مغالطة والمثال الآتي يوضح ذلك:
إذا كنت في دمشق إذا أنت في سورية
أنت لست في دمشق إذا أنت لست في سورية
وهنا لاحظنا أننا أنكرنا المقدم وبالتالي كانت النتيجة كاذبة أو صادقة كان هو إنكار التالي لنصل إلى نتيجة صحيحة.
إذا كنت في دمشق إذا أنت في سوريا
أنت لست في سورية إذا أنت لست في دمشق
مغالطة الفصل
تحدّث هذه المغالطة عندما لا نفرق بين الفصل القوي والفصل الضعيف،
فالفصل القوي يعني أنه حتماً لا يجتمع الأمران مع بعضهما مثال (إما أن تنجح أو ترسب)،
وأما الفصـل الضعيـف فيجوز اجتماع الأمرين مع بعضهما
مثال: أب ولاعب كرة قدم من الممكن أن يكون شخص ما أباً ولاعب كرة قدم معاً.
إما أن تكون طالب أو موظف
أنت طالب أنت لست موظف
وهنا تكمن المغالطة فالفصل هنا ضعيف وليس قويا،
إذ من الممكن أن يجمع الإنسان بيـن كـونـه طالباً في الجامعة مثاً وموظفاً.
