
السعادة من المفاهيم التي ترتبط بالرضا والراحة؛
حيث تعني أن تجد النفس البشرية الهدوء وراحة البال وهي مفهوم من غير الممكن رؤيته ولمسه،
بل يظهر على الفرد الذي يعيش داخل محيطها.
كما تتجسد في علم النفس الإيجابي من خال محدّداتها وعواملها،
كالتمكن من تحقيق الأهداف المرجو تحقيقها،
والوصول إلى الطموحات التي يسعى الفرد إليها،
بالإضافة إلى القدرة على توظيف القدرات والاستعدادات للوصول إلى مرحلة الرضا عن الذات وعن الآخرين.
ويختلف مفهومها من فرد لآخر؛
إلا أنها شعور عام ومشترك بين الناس؛
وهـي هـدف للجميع، فالناس تختلف في طباعها واتجاهاتها؛
فقد يرى بعضهم السعادة بالمال وبعضهم الآخر بالإنجاز والنجاح.
أنواع السعادة ومستوياتها
المؤقتة:
وهي التي تدوم لفترةٍ قصيرةٍ من الزمن، وغالباً ما ترتبط بموقف أو حدث سار عابر يشعر به الفرد لبعض الوقت بعدها يعود إلى حالته الانفعالية العادية، المرتبطة بشخصيته أو كينونته الداخلية.
الدائمة:
وهي التي تدوم لفترةٍ زمنيةٍ طويلة، ولعل أغلب الناس يبحثون عنها، ويتمنون الحصول عليها، كونها تُعطي المرء شعوراً مستمراً بالسعادة، ما يُحسّن حياته، ويجعله ينطلق بـكـلّ إيجابية وفرح نحو الحياة.
تصنيف آخر للسعادة
ويصنف دان بیتنر السعادة في هذه المستويات:
المعنوية: تشير إلى أن السعادة الحقيقية ترتبط بالحياة ذات المعنى.
التقييمية: تشير إلى رضا الفرد عن حياته وتعد المعيار المثالي لقياس رفاهية الفرد.
الملموسة: تسمى بالإحساس الإيجابي الذي يختبره الأفراد في حياتهـم.
أسباب السعادة من وجهة نظر نظرية السعادة المنشودة
تقسم هذه النظرية السعادة إلى ثلاثة مكونات الحياة السارة والحياة المليئة بالالتزامات والحياة
ذات المعنى:
1- الحياة السارة: تتضمن هذه الحياة نجاح الفرد في السعي للانفعال الإيجابي تجاه الماضي والمستقبل والحفاظ عليه قدر المستطاع وتعلم المهارات التي تزيد من شدة وتكرار ومدة الانفعالات الإيجابية وخفض السلبية منها.
2- الحياة المليئة بالالتزامات: تتضمن التزامات الفرد المتنوعة سواء أكانت في مجال العمل أو العلاقات الشخصية وتعتمد على استخدام نقاط القوة التي يتمتع بها الفرد للحصول على إشباعات متنوعة في مجالات الحياة الرئيسية كالأسرة و العمل والحب.
3- الحياة ذات المعنى: تتضمن استخدام الفرد للقوى والمواهب الخاصة به، وتسخير ذلك في خدمة أهداف مهمة بالنسبة له.
أسباب السعادة طبقاً لنظرية الرغبة
تقوم هذه النظرية على افتراض مفاده إن الناس يقضون الوقت ويبذلون الجهد من أجل تحقيق وإشباع رغباتهم، وتصنف الرغبات إلى:
رغبات خارجية:
يؤمن الفرد بأن اشباعها سيكون وسيلة لإشباع رغبة أخرى، كرغبة الشخص بالمال لأنه وسيلة لشراء السيارة التي
يرغب بها. وتنقسم إلى:
1- رغبات خارجية جزئية يؤمن الشخص بأن اشباعها سيكون حالة اشباع جزئي لموضوع رغبة أخرى، مثال رغبة الشخص في الحصول على سلسلة كتب والتي ستكون جزء من المكتبة التي يريد اقتنائها.
2- رغبات خارجية كلية يؤمن الشخص بأن اشباعها سيشكل الإشباع الكامل الرغبة أخرى، مثال ذلك رغبة الشخص في الحصول على جائزة لأن ذلك سيشكل اشباع كامل لرغبته في أن يكون مشهوراً لدى الناس الآخرين.
رغبات داخلية:
تتضمن رغبة الشخص في شيء ما لذاته كسماع الفرد للموسيقا رغبة بالاستماع لا لشيء آخر.
ملاحظات
السعادة ذات طبيعة معقدة أي ليس من السهل تمتع عدد كثير من الأفراد بها، وربما يرجع ذلك إلى التغيرات التكنولوجية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية الكثيرة والمتلاحقة وذات التأثير الواضح في حياة الإنسان من مختلف النواحي.
ولكي تتكامل الرؤية المتعلقة بسعادة الفرد يجب التركيز على عوامل أخرى بجانب المصادر التي تحققها ومن بينها نوعية الأهداف التي يرمي إلى تحقيقها في الحياة، مكانته بين أقرانه، ومراحل النمو المختلفة له. كما أن درجة شعوره بالسعادة مرتبطة بحالته النفسية وعلاقاته الاجتماعية ومدى إشباعه لدوافعه الأولية والثانوية وتحقيقه للأمان النفسي