تعليم

ما هي الفلسفة الحيوية؟

الفلسفة الحيوية

الفلسفة الحيوية، المذهب الحيوي هو الفلسفة التي ترى أن الكائنات الحية تختلف جوهريـا عـن الكائنات غيـر الحية

لأنها تحتوي على بعض العناصر غير المادية أو تحكمها مبادئ مختلفة من أشياء غير حية،

ويستدعي هذا المذهب صراحة مبدأ حيوي،

وغالبا ما يشار إلى هذا العنصر باسم «دافع حيوي»، أو الطاقة أو الدفعة حيوية،

والتي تتساوى مع بعض تعريفات الروح.

على الرغم من رفض التيار العلمي السائد الآن له،

إلا أن المذهب الحيوي لديه تاريخ طويل

فقد افترضت بعض طرق العلاج التقليدية أن حدوث الأمراض يعزى إلى بعض الخـلـل فـي الـقـوى الحيوية.

الدافع الحيوي

بنى برغسون نظريته في الدافع الحيوي من خلال معارضته أو نقده النظريات الفيزيائية والميكانيكية

والتي تفسر التطور على أنه نتيجة آلية وضرورية تحصل للأشياء والكائنات

كما أنه انتقد نظرية التطور عند دارون

والتي عجزت عن إيجاد تفسير واقعي لتطور الكائنات

وذلك لأنها تعتمد في تفسيرها أصل الأنواع على محض الصدفة

أو الاتفاق في حياة النبات والحيوان.

وتوصل برغسون من هذا النقد إلى تفسير مبدع جديد لأصل التطور في الكون،

حيث يؤكـد أن في الكائنات طاقة حيوية هي المسؤولة عن تطورها،

ففي داخل كل منها قوة تدفعه إلى التطور والإبداع

وبهذا يمتلك العالم الجامد حياة وروحا قادرة على التجدد والإبداع اللامتناهي.

إن أهم ما يميز هذه النظرة للموجودات أنها تعطي الوجود القدرة على الخلـق بشكل دائم ومستمر،

فالتطور كالسيل المتدفق الذي لا يتوقف،

وهو الذي يدفع جميع الكائنات الحية للمضي نحو أشكال أكثر تعقيداً وتنظيمـا

بـدءا من الحياة النباتية وصولا إلى الحياة (الحيوانية) انتهاء بأكثر الكائنات الحية تعقيداً وهو الإنسان.

الديمومة عند برغسون ضمن موضوعات الفلسفة الحيوية

رفض برغسون كل محاولات تفسير الزمان التي قام بها علماء البيولوجيا

كما رفض النزعة الألية المادية (الفيزيائية) في تفسير الزمان.

اعتبر أن الدافع الحيوي هو العنصر الأساسي الذي يميز كل الكائنات الحية بحيث يتحرك بشكل مستمر غير متقطع.

وبهذا فسر التطور بطريقة روحية مغايرة لرؤى معاصريه،

ويميز برغسون بيـن نوعين من الزمن

ا زمن غير حقيقي (فيزيائي):

وهو الزمن الذي نعيشه في حياتنا ليدلنا على الوقت، مثاً نحن نقسم الساعة إلى ستين دقيقة ولكننا لا نعـي هـذا الزمن.

٢ زمن حقيقي (حي ومعاش):

وهو الزمن الذي يشعر به كل فرد بطريقته الخاصة،

مثلاً الساعة تمر على شخص ينتظر شيئاً مهما كساعات طويلة

بينما تمر هذه الساعة نفسها على شخص آخر بسرعة كبيرة ويسميه برغسون بالديمومة.

إن فكرة الفرح كمفهوم مجرد تبدو ضعيفة ولكنها تقوى عندما أعيش حالة الفرح بحيث لا

أشعر بالوقت وأبتعد عن قياس الزمن لأنه حالة كيفية وليست كمية.

مفهوم برغسون للزمن يتماشى مع فهمه للاستمرارية في الدفعة الحيوية،

فالديمومة تحكم الزمن بحيث لا نستطيع إدراكه بشكل متقطع

حيث يشكل الماضي والحاضر والمستقبل وحدة بنائية متطورة باستمرار مرتبطة ببعضها بطريقة تصعب علينا التمييز بينها،

وهي متدفقـة متطورة باستمرار مرتبطة ببعضها بطريقة تصعب علينا التمييز بينها،

وهي متدفقة لمجرد أنـك أدركت الحاضر تحول إلى ماض.

وهكذا يسير الكون كله وفق هذه الاستمرارية فـي القـوة الخلاقة وفي الزمن.

العقل عند برغسون في الفلسفة الحيوية

أسس برغسون فلسفته على التعارض بين العقل الذي لا يدرك الواقع النابض بالحياة

وبيــن الحـدس الـذي ينفذ بتعاطف خاص إلى الديمومة الحية

ويندمج اندماجاً مباشراً في صميم الحياة

التي هي الحياة التـي هـي بـآن واحد حركة وحريـة إبـداع وطاقة روحية.

ويقدم برغسون حلاً للخروج من جمود العقل في فهمه للمادة

وذلك عندما يتعدى المـادة ويحاول إدراك الأشياء في ذاتها،

حيث يستطيع العقل إدراك حقائق وروح الأشياء عندما!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى