
المذنّباتُ هي أجرام كونيّة بأحجام مختلفة غير منتظمة الشكل،
تدورُ في مدارات حول الشمس،
مكونة من الغبار والغازات المتجلّدة ونُتفٍ من الأحماض الأمينية.
عندما يكون المذنّبُ بعيداً عن الشمس
فإنّ امتداده لا يزيد عن عدة كيلومترات،
وعندما يقترب من الشمس
فإنّ الرّياح الشمسية تُمكّنُ المذنّباتِ من تشكيل هالةٍ وذيلين (غباري وأيوني) تعمل على نثرِ الضوء
فيغدو المذنّبُ مرئياً (متوهّجاً)،
ويمتد الذي لملايين الكيلومترات،
ومن هنا أتت تسميته بالمذنب.
معلومات أساسية عن المذنب
عند اقتراب المذنّب من الشمس تتحوّل المادة المُتجلّدة (الغاز والغبار) التي احتجزها،
وحفظها لبلايين السنين إلى الحالة الغازية مباشرةً دون المرور بالحالة السائلة فيما يُعرفُ بالتسامي.
هناك فرضيّة تفيدُ بأنّ المذنَباتِ هي السببُ في وجود المياه على سطح الأرض،
فقد اصطدم أكثر من ألفِ مذنّب بالأرض عبر تاريخها الطويل،
فحصلت بذلك على مخزونها المائي،
وانتقلت إليها الأحماض الأمينية الضرورية للحياة.
تشكّل الأحماض الأمينية اللبناتِ الأساسيّة للحياة على كوكب الأرض
فهي المكونات الأساسية في تخليق البروتينات،
وبناءً على ذلك فإنّ المذنّبات عبارة عن سجلات تاريخية
تسمح لنا بالعودة والتفتيش في ماضٍ سحيقٍ مُختبرين أسرار الحياة وأصلها.
فرضية ظهور المذنبات
تقول الفرضيّة أنّ المذنبات تأتي من حيزين هما حزام كيوبر (Kiper Belt) الذي يقع بعد مدار كوكب نبتون،
ويتكوّن من صخور وأجسام متجمدة، وسحابة أورت Oort Cloud.
وهي سحابة هائلة تحيط بالمجموعة الشمسيّةِ تقعُ على مسافة بعيدةٍ جدّاً عن الشمس تُقدر بنحو ٥٠ وحدة فلكية
والوحدة الفلكية هي وحدة لقياس المسافة بين الشمس والأرض،
وهذا يجعلها ثلاجة ضخمة تحوي ملايين الأطنان من الكتل الجليدية.
كما أن هنا اعتقاد أن مجموعتنا الشمسية في دورانها حول مركز مجرة درب التبانة تتعرض لقوى تجاذُب وتنافُرٍ مع غيرها من مكوّنات المجرّة،
وهذا ما يتم عرضه كلاً من حزام كايبر وسحابة أورت لشدّ وضغط،
يدفع ببعض الكتل الموجودة فيهما إلى الانفلات ليرسم مداراً مستقلاً يخترقُ المجموعة الشمسية،
وهو يدور حول الشمس.
سحابة أورت ( Oort Cloud) لم يتم رصدها مباشرةً قط،
وقد يسعى العلماء لاستكشافها عن قرب في المستقبل القريب،
وهي مصدرُ المذنّبات طويلة المدار (التي تزيدُ مدّة دورانها حول الشمس عن ٢٠٠ سنة)،
أما المذنّباتُ قصيرة المدار فيكون مصدرها حزام كيوبر (Kuiper Belt).
المركبة روزيتا تستكشف المذنّب الجليدي p67
من الصعب دراسة المذنّباتِ من سطح الأرض بسبب الهالة التي تحيط بنواة المذنّب،
لذلك أرسلت وكالات الفضاءِ بِعْثات متعدّدة لدراستها وسبر أغوارها،
وأهمها المركبة روزيتا التي درست المذنّب عن قرب وأرسلت إلى الأرض تحليلات فيزيائية وكيميائيةً عن مكوناته وخصائصه.
المذنب هيل – بوب
كيف تم اكتشاف المذنّبَ الَّذي يحملُ اسمك؟
عندما تم مراقبة السماءَ بوساطة تلسكوب خاص عندما تم ملاحظة نقطةٌ صغيرةٌ غيرُ واضحة،
حولها الكثير من النجوم،،
ونظراً للمعرفة بالمنطقة التي تمت مراقبتها منذُ مدة (منطقة كوكبة القوس)،
تم العودة إلى أطلس ( عمق الفضاء).
فوجد أنّ هذه النقطة غير موثقة فيه،
فتمت مراقبتها حتى تم التيقن أنّها مذنّباً،
بعد ذلك تم الاتصال بالمكتب المركزي للبرقيات الفلكية التابع للاتحاد الدولي للفلك،
كما تم الإخبار عنه،
لكن في مكانٍ آخر كان جون بوب قد رأى المذنّب، كما وثّق مشاهداته، واتخذ الخطواتِ نفسها،
لذلك قرر الاتحاد تسمية المذنّب هيل – بوب.
أسئلة عن المذنبات
من يمكنه استكشاف المذنبات؟
أي شخص حتى الهواة بالطبع يستطيعون، إذ إنّ %٦٠٪ من المذنبات المعروفة اليوم من اكتشافهم.
أيمكن أن يجذب نظامنا الشمسي مذنّباتٍ لا تتبع له؟
يمكن ذلك، يدورُ نظامنا الشمسي،
وأنظمة شمسية أخرى حول مركز مجرَّةِ درب التبانة،
لذا يمكن أن تنجذب مذنّبات إلى نظامِنَا الشمسي،
كما يمكن كذلك أن تنفلت منه مذنَباتٌ، وتهيمُ في الفضاء.
هل تتوقع أن يصطدم بكوكبنا مذنبٌ ما؟
إنّه احتمال جدّي ومنطقي،
ولذلك تم ابتكار برامج للكشف عن أيّ جسم مذنّب أو (كويكب) على مسار تصادمي مع الأرض مستقبلاً كبرنامج لينير.