موجة جفاف غير مسبوقة في سوريا

تشهد سوريا موجة جفاف غير مسبوقة لهذا العام والتي تشمل تداعيات ضخمة على صعيد الاقتصاد والزراعة والصناعة في سوريا وتهدد الأمن الغذائي في البلاد وسيقدم موقع معلومة سوريا معلومات حول موجة جفاف سوريا وأسبابها والحلول المقترحة.
الجفاف في سوريا
أصدرت وكالات أممية، بينها منظمة الأغذية والزراعة ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية وبرنامج الأغذية العالمي، تحذيراً شديد اللهجة من موجة جفاف غير مسبوقة تضرب سوريا.
تُعدّ الأسوأ منذ عام 1989، وتهدد بتفاقم أزمة الأمن الغذائي في البلاد إلى مستويات قياسية.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة إن نقص الأمطار الشتوية خلال موسم 2024/2025 أدى إلى فشل شبه كامل في إنتاج القمح.
ما ينذر بعجز يُقدّر بنحو 2.73 مليون طن متري، وهو ما يعادل الاحتياج الغذائي السنوي لأكثر من 16.25 مليون شخص.
ووفق تقديرات الوكالات الأممية، فإن أكثر من 14.5 مليون شخص في سوريا يعانون حالياً من انعدام الأمن الغذائية بينما يواجه نحو 5.4 ملايين خطر الجوع.
تقارير الجفاف في سوريا
بعد اطلاع المنظمات الدولية على وضع نقص المياه في سوريا كانت النتائج كالآتي:
• برنامج الأغذية العالمي يتلقى 7.9 ملايين دولار لمواجهة الجفاف في سوريا.
• المدفوعات جاءت عبر وثيقة تأمين طُورت بالتعاون مع شركات هاودن وهيسكوكس وسويس ري.
وقد استند تفعيل الوثيقة إلى بيانات ثلاث مناطق سورية منطقتان استوفتا شروط التعويض بالكامل، والثالثة بنسبة 80%.
وسعى البرنامج لتغطية البلدان الهشّة خارج مجموعات المخاطر الإقليمية الأربع،وقد كانت سوريا إحدى أبرز الحالات.
كما بينت شركة هاودن أن سرعة الدفع تُظهِر قيمة هذا النوع من التأمين لمواجهة الكوارث المناخية.
وصرحت منظمة فاو عن موسم 2025 أنه الأسوأ مناخياً منذ 60 عامًا في سوريا، و2.5 مليون هكتار من القمح تضررت.
فإن التدهور المناخي ينذر بارتفاع خطر انعدام الأمن الغذائية ل 16 مليون سوري، وسط توقعات بزيادة الاعتماد على الاستيراد.
هذا الجفاف الغير مسبوق منذ 60 عاماً يهدد أكثر من 16 مليون سوري بانعدام الأمن الغذائي.
ما سيدفع البلاد للاعتماد على الاستيراد بعدما كانت تحقق اكتفاءها الذاتي في العقود السابقة …
توسع نقص المياه في مختلف المحافظات
ازداد نقص المياه في محافظات سوريا مع تصاعد موجات الحر وارتفاع درجات الحرارة.
تتزايد أضرار الجفاف على ينابيع وآبار مياه الشرب في مختلف المناطق السورية، مما يشكل تحدياً حقيقياً لموارد المياه.
جفاف محافظة حماة
ازدادت أزمة المياه في حماة وريف حماة بشكل كبير حيث تشهد المناطق الشرقية في ريف حماة جفافاً كبيراً وانخفاضاً حاداً في مناسيب الآبار.
خاصةً الآبار الارتوازية التي تعتمد عليها الزراعة، ما أثر بشكل سلبي على المحاصيل.
دير الزور تحت وابل الجفاف
محافظة دير الزور تعاني أزمة مائية حادة بسبب انخفاض منسوب مياه نهر الفرات.
ما أدى إلى تعطيل محطات المياه وتأثر أكثر من مليون نسمة في المنطقة.
الجنوب السوري بين حرارة وعطش
محافظتا درعا والقنيطرة تعرضتا لموجات حر شديدة أدت إلى تراجع إنتاج المحاصيل الزراعية بسبب الجفاف وندرة الأمطار.
ما يهدد الأمن الغذائي في المنطقة.
جفاف ينابيع مصياف
في محيط قرية ربعو قرب مصياف، جفت عدة ينابيع وأصبحت الآبار لا توفر المياه سوى لفترات قصيرة، حسب شهادات المزارعين.
جفاف غير مسبوق في سلمية
مناطق الصبورة والسعن والبلعاس تعاني من جفاف حاد بسبب الانحباس المطري الممتد من بداية العام وحتى نهاية آذار.
ندرة المياه في المحافظات السورية
محافظة إدلب تعاني نقصًا في مياه الشرب والمصادر المائية نتيجة الجفاف والدمار الناجم عن الصراع.
وتشهد السويداء ومناطق ريفها انخفاضاً في مناسيب المياه والينابيع بسبب قلة الأمطار والجفاف.
بعض المناطق الريفية في حمص تعاني من شح المياه وتأثيرات الجفاف المستمرة كما تستمر منحنيات الجفاف بالتصاعد.
ويواجه ريف حلب الجنوبي والشمالي نقصاً في المياه بسبب انخفاض الأمطار وارتفاع الاحتياجات الزراعية.
من المتوقع أن تتفاقم أزمة المياه حتى نهاية شهر آب، المعروف في علم الجيولوجيا ب “أشهر التحاريق”.
ما يتطلب توعية المواطنين للحفاظ على كل قطرة ماء، لأنها أصبحت ثمينة في ظل هذا الجفاف الشديد.
أسباب الجفاف في سوريا
يسأل الكثيرون ما هو سبب الجفاف في سوريا وكم تدوم سنوات الجفاف.
تعاني سوريا اليوم من تدهور بيئي متسارع يتمثل في ظواهر التصحر والجفاف وارتفاع درجات الحرارة.
وهي ظواهر ترتبط بشكل مباشر بنتائج الحرب، وسوء إدارة النظام البائد للموارد الطبيعية.
بالإضافة إلى الكوارث التي تسبب بها من حرق ممنهج للغابات، وقطع الأشجار، والإهمال البيئي العام.
أسباب التصحر في سوريا
من أسباب التصحر في سوريا ما يأتي:
تشكل حرائق الغابات المستمرة في أغلب المناطق السورية أكثر الأسباب المؤثرة في زيادة التصحر.
كما أن قطع الأشجار لغايات عسكرية أو لاستخدامها كوقود للتدفئة، بعد تدمير البنية التحتية يزيد من خطر التصحر.
ويضيف الرعي الجائر والفوضوي في غياب الرقابة والإدارة البيئية زيادةً إلى رصيد التصحر كما يزيد من خطر استمراره.
بالإضافة إلى هجرة الفلاحين من أراضيهم بسبب الحرب، مما ترك مساحات شاسعة بدون رعاية.
كما يعد الزحف العمراني العشوائي بسبب النزوح الداخلي مؤثراً في زيادة التصحر وخطر تفاقمه.
أسباب الجفاف المستمر في سوريا
من أسباب استمرار الجفاف في سوريا تغير المناخ الإقليمي.
بالإضافة إلى سوء إدارة السدود، وإفراغها المتكرر لأغراض عسكرية، كما يشكل الاستنزاف العشوائي للمياه الجوفية دون رقابة سبباً في استمرار الجفاف
مع غياب مشاريع حصاد مياه الأمطار بعد انهيار البنية التحتية.
أسباب ارتفاع درجة الحرارة في سوريا
من أسباب ارتفاع درجة الحرارة في سوريا إزالة الغطاء النباتي والغابات بفعل الحرق.
وارتفاع نسبة الملوثات والانبعاثات من المصانع والمولدات العشوائية.
ويؤثر فقدان التربة لقدرتها على امتصاص الحرارة بسبب التصحر.
هذه السلسلة أدت إلى تدهور الريف السوري، الذي كان يشكّل رئة البلاد وأدى إلى تفاقم أزمة الجفاف.
الحلول المقترحة لأزمة جفاف سوريا
يمكن تطبيق حلول لحل أزمة جفاف سوريا على مستويات عدة لضمان نتيجة ملموسة و سريعة.
وعلى المستوى البيئي يمكن تطبيق إعادة التحريج في المناطق المتضررة كما يمكن منع القطع الجائر للأشجار ومحاسبة الفاعلين.
بالإضافة إلى استثمار الشباب والنازحين في مشاريع تشجير مجتمعية.
أما على مستوى المياه يمكن إصلاح السدود وشبكات المياه المتضررة ودعم مشاريع حصاد مياه الأمطار.
ومحاولة تقنين استخدام المياه الجوفية وحمايتها.
أما على مستوى التوعية والمجتمع فيمكن تطبيق برامج توعية بيئية في المدارس والمجالس المحلية.
ودمج مفاهيم البيئة المستدامة في المناهج والأنشطة.
كما يمكن تشجيع المنظمات على الاستثمار في مشاريع زراعية بيئية.
حلول الجفاف على مستوى التخطيط
على مستوى التخطيط يمكن تطبيق إدخال مفهوم التخطيط البيئي في عملية إعادة إعمار سوريا.
وربط الاستقرار البيئي بالاستقرار السياسي والمجتمعي.
لكن رغم كل ذلك، يبقى الأمل موجودًا في قدرة السوريين على إعادة بناء بيئتهم كما يعيدون بناء بلدهم، من خلال التخطيط الواعي والعمل المجتمعي والعدالة البيئية.
وفي الختام، نكون قد قدمنا لكم معلومات عن موجة جفاف غير مسبوقة في سوريا بالإضافة إلى أسبابها على مختلف المستويات والحلول المقترحة لتخفيف آثار هذه الموجة.